اللسان نعمة
الكلام من النعم الكبرى والفضلى التي كرم الله تعالى بها الانسان، وهو عنوان جماله «جمال الانسان في اللسان»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الميزة التي خصه الله بها دون سائر خلقه، وقد ربط الايمان به وفق ما اشار اليه الرسول صلى الله عليه وآله «لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه». فاستقامة اللسان شرط اساسي لاستقرار الحياة وامانها وشرط لنموها الصحي والسليم كما هي شرط لبلوغ الايمان والوصول الى درجاته العليا، اما عدم استقامة اللسان فيحوله من كونه نعمة من اكبر النعم الى نقمة في الدنيا وفي الاخرة. ففي الدنيا ينغص اللسان على صاحبه وينغص على من حوله ويفتري عليهم عندما يفلت من عقاله ويخرج عن الخط الذي رسمه الله له، فيكون ذلك سببا مباشرا أو غير مباشر في وقوع الفتن والمشاكل وسببا في تقوية الظلم ونشر الفساد والانحراف وسيادة الطغيان وتشويه الحقائق وتغييب العدل وطمس الحرية «رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة». نرى عليا عليه السلام عندما رأى رجلا يتكلم من دون ان يبالي بكلماته أو يدقق فيها كما يفعل الكثير من الناس وحتى بعض المتدينين منهم الذين لا يدققون في كلماتهم أهي حلال أم حرام؟ أفيها الفائدة أم المضرة؟ أو فيها الخير أم الشر أم فيها الفتنة والانشقاق أو فيها الحب والاخاء، فقال له الامام عليه السلام موبخا: «يا هذا انك تملي على حافظيك كتابا الى ربك» أقادر ايها الانسان على تحمل تبعات حسابه، فاللسان كالحصان ان اطلقته بدون لجام انطلق بك الى حيث لا تحمد عقباه. لذلك بعض الناس ينبغي لهم ان يضعوا ألسنتهم في الاقامة الجبرية ليرتاحوا ويريحوا المجتمع من زلاتهم وعثراتهم وايضا من سمومهم. فكم من كلمات غير مسؤولة على المستوى الاجتماعي والديني والفكري انطلقت متوترة منفعلة غير واعية فهدمت بيوتا وفرقت اسرا واثارت عصبيات وفرقت المؤمنين وشتت شملهم وادت الى عداوات. الانسان كائن اخلاقي والبعد الاخلاقي جزء من انسانيته ومفاهيم الاخلاق محدودة فطريا لدى الانسان كالصدق والرحمة والجهاد والعدل والواجب والحق وحفظ اللسان ولكل انسان حق في الحرية والكلمة، الا ان استعمال هذا الحق يجب ألا يتجاوز على حريات الآخرين ولا ينطلق لسانه بالكلام على الآخرين والذين يختلفون معه. والاسلام يريد ان يحفظ نظام الحياة الاجتماعية والفردية من امراض البيئة والايحاءات الغريزية والعاطفية والعقلية الخاطئة ليعيش في سلام وسعادة بعيدا عن الشقاء والألم وليكون سلوكه معبرا عن طبيعته الانسانية وفق نظام الفطرة السليم. لذا بالكلمة الطيبة نفتح ابواب الخير ونغلق ابواب الشر ونطيب القلوب ونفتح العقول ونجمع الشمل ونزرع بذور الخير وننشر الوعي. الكلمة الخبيثة مهما علت وارتفعت ستزول ولن تبقى واما ما يبقى فهو الكلمات الطيبة التي تفتح العقول وتجمع الشمل وتشرع ابواب الخير وتغلق ابواب الشر {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (ابراهيم: 25/24).
الكلام من النعم الكبرى والفضلى التي كرم الله تعالى بها الانسان، وهو عنوان جماله «جمال الانسان في اللسان»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الميزة التي خصه الله بها دون سائر خلقه، وقد ربط الايمان به وفق ما اشار اليه الرسول صلى الله عليه وآله «لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه». فاستقامة اللسان شرط اساسي لاستقرار الحياة وامانها وشرط لنموها الصحي والسليم كما هي شرط لبلوغ الايمان والوصول الى درجاته العليا، اما عدم استقامة اللسان فيحوله من كونه نعمة من اكبر النعم الى نقمة في الدنيا وفي الاخرة. ففي الدنيا ينغص اللسان على صاحبه وينغص على من حوله ويفتري عليهم عندما يفلت من عقاله ويخرج عن الخط الذي رسمه الله له، فيكون ذلك سببا مباشرا أو غير مباشر في وقوع الفتن والمشاكل وسببا في تقوية الظلم ونشر الفساد والانحراف وسيادة الطغيان وتشويه الحقائق وتغييب العدل وطمس الحرية «رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة». نرى عليا عليه السلام عندما رأى رجلا يتكلم من دون ان يبالي بكلماته أو يدقق فيها كما يفعل الكثير من الناس وحتى بعض المتدينين منهم الذين لا يدققون في كلماتهم أهي حلال أم حرام؟ أفيها الفائدة أم المضرة؟ أو فيها الخير أم الشر أم فيها الفتنة والانشقاق أو فيها الحب والاخاء، فقال له الامام عليه السلام موبخا: «يا هذا انك تملي على حافظيك كتابا الى ربك» أقادر ايها الانسان على تحمل تبعات حسابه، فاللسان كالحصان ان اطلقته بدون لجام انطلق بك الى حيث لا تحمد عقباه. لذلك بعض الناس ينبغي لهم ان يضعوا ألسنتهم في الاقامة الجبرية ليرتاحوا ويريحوا المجتمع من زلاتهم وعثراتهم وايضا من سمومهم. فكم من كلمات غير مسؤولة على المستوى الاجتماعي والديني والفكري انطلقت متوترة منفعلة غير واعية فهدمت بيوتا وفرقت اسرا واثارت عصبيات وفرقت المؤمنين وشتت شملهم وادت الى عداوات. الانسان كائن اخلاقي والبعد الاخلاقي جزء من انسانيته ومفاهيم الاخلاق محدودة فطريا لدى الانسان كالصدق والرحمة والجهاد والعدل والواجب والحق وحفظ اللسان ولكل انسان حق في الحرية والكلمة، الا ان استعمال هذا الحق يجب ألا يتجاوز على حريات الآخرين ولا ينطلق لسانه بالكلام على الآخرين والذين يختلفون معه. والاسلام يريد ان يحفظ نظام الحياة الاجتماعية والفردية من امراض البيئة والايحاءات الغريزية والعاطفية والعقلية الخاطئة ليعيش في سلام وسعادة بعيدا عن الشقاء والألم وليكون سلوكه معبرا عن طبيعته الانسانية وفق نظام الفطرة السليم. لذا بالكلمة الطيبة نفتح ابواب الخير ونغلق ابواب الشر ونطيب القلوب ونفتح العقول ونجمع الشمل ونزرع بذور الخير وننشر الوعي. الكلمة الخبيثة مهما علت وارتفعت ستزول ولن تبقى واما ما يبقى فهو الكلمات الطيبة التي تفتح العقول وتجمع الشمل وتشرع ابواب الخير وتغلق ابواب الشر {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (ابراهيم: 25/24).